c
صوت الشباب

الدكتور أسامة شفيع يكتب : “الزوجة المثقفة”

يبدي كثير من طلبة العلم من الشباب رغبتهم الوثيقة في الزواج بفتاة تدمن القراءة، وتعشق الكتب، وتخوض معهم لُجة البحث والمناقشة. ولا أدري أي لذة في أن تباحث الرجلَ امرأتُه في مسألة الأسماء والصفات مثلا، أو في خلافيات الفقهاء، أو في قضايا الفن والأدب؟!

وهل تُنكح المرأة لهذا؟!

حسبك في هذا الباب صديق عاقل، فإن الرجل لا ينشد لدى امرأته إشباع عقله، ولكن إشباعَ نفسه.

وشتان ما بين مطالب العقل ومطالب النفس!

ألا ترى أن القرآن لما أظهر المنة الإلهية في خلق الزوجات لم يذكر إلا السكن والمودة والرحمة: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم موَدةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”؟!

فهذه كلها مطالب نفسية لا مدخل للعقل فيها.

وإياك وأن يمضي بك الوهم إلى القول بأن العلم يكفل لها سعة النفس ورحابتَها، فإن العلم فضيلة لا تكفل لصاحبها إلا زوال رذيلة الجهل عنه، وشتان ما بين ثقافة العقل وثقافة النفس، فإن الأولى سبيلها التعليم، والأخرى سبيلها التربية.

ففتش عمن تَسعك حين تضيق بك الدنيا، وتجبر كسرَك حين تنوبك النُّوَب، وتملأ نفسَك حين تُفرغ جَعبتَك الأيامُ، ومن لم تكن كذلك لزوجها فالتأيم أولى بها.

وحذارِ أن يظن بي عاقل أنني أدعو إلى نبذ المرأة المثقفة، أو أنني أنكر عليها حقها في طلب العلم والسعي في تحصيله، بل إن هذا واجب عليها، ولكنني أنكر أن يكون هذا المعنى فيها هو مطلوب الرجل وهمَّه الأول عند الزواج.

د. أسامة شفيع

أستاذ بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى