بالأمس القريب كنا نحلم بمنظومة تعليمية متميزة، ومنظومة تعليمية متكاملة تشمل كافة الأبعاد والجوانب. أو منظومة متميزة ترتكز على الطالب والأستاذ والمادة التعليمية والبيئة المحفزة للإبداع والابتكار. تضمن للطالب الاستفادة القصوى من مخرجات العملية التعليمية. مبتكرة تشتمل على حوافز غير تقليدية لمستخدميها. متكاملة لدمج التعليم والبحث العلمي والخدمة المجتمعية والتميز المؤسسي لخدمة القضايا القومية. منظومة متكاملة تعمل على تحقق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠. مبتكرة تسهم بشكل إيجابي في تقديم حلول مبتكرة وموسعة لحل المشاكل العاجلة التي تواجه المجتمع.
وما أن كدنا نفرغ من حلمنا، حتى نجد خطط استراتيجية وآليات تنفيذية على أرض الواقع. فمنذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. تسعى القيادة المصرية لتعزيز تنافسية التعليم، عبر آليات متنوعة ومبتكرة من بينها افتتاح صروح تعليمية متميزة. وإبرام العديد من الشراكات والتوأمات مع الجامعات المرموقة العالمية. لتخريج أجيالا من الدارسين وفق معايير محكمة دولياً. وكذلك تعزيز الترتيب الخاص ببعض التخصصات العلمية المتميزة وخاصة فيما يتعلق بالعلوم متعددة التخصصات في التصنيفات الدولية.
جامعة القاهرة وكلية النانوتكنولوجي
وفي الوقت الذي كنا نتابع التطور التكنولوجي الحادث في جميع المجالات المختلفة وكذلك الآليات الخاصة بمواكبة كافة المدخلات والمخرجات والعمليات الخاصة بنظم الجامعات الذكية وخاصة جامعات الجيل الرابع والخامس وكذلك كيفية الاستفادة من الموارد المتاحة لتطبيق فكر الثورات الصناعية وخاصة الثورة الصناعية الرابعة، كانت جامعة القاهرة تعد العدة لافتتاح كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجى، والذي يعتبر صرح تعليمي وبحثي ومجتمعي متميز طبقا للمواصفات الدولية، كما تعد كلية الدراسات العليا للنانوتكنولوجي بفرع جامعة القاهرة بالشيخ زايد، الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، كما تضم الكلية برامج متخصصة في هندسة النانو والتكنولوجيا الحيوية والطاقة الشمسية وتقنيات البيئة للوقاية والترميم بالإضافة إلى استحداث وحدات ومعامل وبرامج لإدارة المشروعات وتطويرها ووحدات للإنتاج الصناعي وإدارة الحاسوب فائق السرع، كما تعمل الكلية على توفير فرص تدريبية للطلاب بأكبر المعامل للنانو تكنولوجي بالكلية.
وفي بداية مراسم افتتاح كلية الدراسات العليا النانوتكنولوجي تم عرض فيديو بعنوان «جامعة القاهرة تصنع المستقبل-فيلم عن كلية النانوتكنولوجي» والذي بدأ بكلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال المؤتمر الوطني للشباب والذي أقيم بجامعة القاهرة، حيث أبدي سيادته «بحلم ليس ببعيد، أن تكون جامعة القاهرة وجميع الجامعات المصرية في مقدمة الترتيب بين الجامعات العالمية».
وزير التعليم العالي يشيد بجهود جامعة القاهرة
كما أشاد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، خلال كلمته، بافتتاح هذا الصرح الأكاديمي الوليد بجامعة القاهرة؛ والذى يهدف إلى التوسع في مجالات تطبيقات النانو تكنولوجي، وتعظيم علاقة الجامعة مع الصناعة والتكنولوجيا؛ تماشيًا مع رؤية مصر 2030، والمساهمة في تشكيل مستقبل الصناعات المعتمدة على مواد النانو في مصر من خلال إعداد وتأهيل نخبة من الباحثين القادرين على التعلم والابتكار، كما أكد الوزير أن كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجى تتخصص في عدة علوم بينية، بهدف إعداد قاعدة عريضة من الباحثين والعاملين، وتنشئة جيل من المبدعين والمجددين في هذا التخصص، لخدمة الإنسانية.
الخشت: هدفنا التوسع في مجالات النانو تكنولوجي
كما أوضح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجي تهدف إلى التوسع في مجالات تطبيقات النانو تكنولوجي، وتعظيم علاقة الجامعة مع الصناعة والتكنولوجيا، مؤكدًا أهميتها فى تحقيق التنمية الصناعية طبقًا لعصر الثورة الصناعية الرابعة. وأضاف الدكتور الخشت أنه تم البدء في إنشاء الكلية مطلع عام 2019، وخلال تلك الفترة تم إعداد التصور الأكاديمي، واللائحة الخاصة بالكلية وبرامجها الدراسية وصولاً إلى ما نشهده اليوم من افتتاح الكلية لتبدأ في ممارسة دورها المهم الذي يركز على إجراء بحوث مبتكرة تفتح للمعرفة سبلاً جديدة، وتستخدم ما يتوفر لديها من معارف وأفكار وتطبيقات لصالح المجتمع، وتتيح للباحثين والطلاب آفاقًا معلوماتية واسعة تساعدهم في إنشاء وتطوير تكنولوجيات جديدة يمكن دمجها في مجالات تخصصهم، وفي مجال التصنيع بوجه عام.
إضافات كثيرة وإنجازات متميزة لجامعة الجيل الرابع، لم يسع المقال ذكرها مرة واحدة، تسعى جامعة القاهرة للمضي قدما نحو تحقيقها وتعزيزها منذ تولي الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، للتأكيد على أن جامعة القاهرة كانت ومازالت منارة للعلم والثقافة وجسرا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث.
بقلم د. إيمان علاء الدين
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
