c
صوت الشباب

مملكة الشر.. سلسلة من جرائم إليزابيث الدموية لن ينساها التاريخ

تابعت نبأ وفاة إليزابيث الثانية، ملكة أكبر قوة استعمارية في العالم مؤخرا، إنسانة تعرضت لمصيبة الموت وهو أمر جلل ولو تعلمون عظيم نقف جميعًا لهيبته احترامًا.

وكانت المفاجأة هي ما قدمته منصات الإعلام المصري بمختلف أنواعها وما تداوله رواد السوشيال ميديا من إشادة وتعظيم ببطولاتها ودورها وحزن على رحيلها، وكأن كتب التاريخ قد احترقت، وما حدث في مصر من انتهاك وسرقة وقتل وحرق على يد قوات الاستعمار البريطاني لأكثر من 72 عامًا لم يحدث.

ظننت لوهلة أن بورسعيد تلك المدينة الشامخة التي تحمل أهلها ما لا يطاق، انتزعت من خريطة عقول المصريين، وحكايات أهالي السويس الباسلة أصبحت مجرد أساطير من وحي خيالهم!!

بالبحث سنجد آثار المستعمر البريطاني في كل محافظات مصر، وجرائمهم الوحشية لن يغفرها التاريخ ولن ينساها كل مصري أصيل، ناهيك عن المجازر الوحشية التي قامت بها بريطانيا في الكثير من دول العالم وخاصة أفريقيا التي ما زالت تعاني آثار الاحتلال.

وأحزنني مشهد علم المملكة الذي حمل انتصارات المستعمر البريطاني وتباهى بأسماء الدول التي احتلها على مدار التاريخ، فوجدت اسم مصر يتوسطها مع رمز تعبيري لأبو الهول.

فإن تقبلنا على استحياء ما يثار على السوشيال ميديا من معلومات مغلوطة لا صحة لها، فالعيب كل العيب على وسائل الإعلام والعاملين بها من تداول تلك الإشادات، فمن المفترض أنهم درسوا التاريخ ومهمتهم الوطنية هي رفع مستوى الوعي لدى شبابنا وتعزيز قيم التاريخ في عقولهم ليعرفوا من قتل وسرق ونهب أجدادهم.

نعم، نحن في عصر جديد نتعاون ونعمل ونتصالح تحت مظلة اقتصادية وسياسية عالمية من أجل حياة أفضل، لكن لا ندلس الحقائق ونزيف التاريخ ونقدمه لأبنائنا وكأن المستعمر هو من ساعد مصر على استقرارها.

دعونا نعلم أولادنا أن مصر بلد عظيم عصي على كل محتل، وأن شعبها شعب مقاتل يأبى الاستسلام مهما كان الثمن، وأن المحتل ظل على أرضها في قتال لمدة 72 عامًا ولم يتمكن من تغيير شيئًا من حضارتها وثقافتها أو لغتها، وأن قواتها المسلحة وشرطتها سطر تاريخ من البطولات والتضحيات لن يستطيع أحد تزيفه أو سرقته.

بقلم: محمد أيمن سالم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى