الدكتورة نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا واحدة من أشهر الأسماء التي شغلت الرأي العام الدولي خلال الساعات الماضية، وذلك بعد أن سمحت للشرطة بشن حملة على الطلاب الذين نصبوا خيامًا يسمونها مخيم التضامن مع غزة، في حديقة جامعة كولومبيا.
وأثار شهادة الدكتورة نعمت شفيق أمام لجنة الكونغرس ردود فعل قوية، حيث تم اعتقال أكثر من 100 شخص في أعقابها، ووجهت الدكتورة نعمت شفيق خلال جلسة الاستماع استجوابًا حادًا من قبل بعض أعضاء مجلس النواب حول معاداة السامية التي حدثت في الكلية، بينما شكك آخرون في التزامها بحماية الخطاب المؤيد للفلسطينيين.
من مصر إلى فلوريدا
نعمت شفيق، البالغة من العمر 61 عامًا، غادرت الإسكندرية وهي طفلة صغيرة مع عائلتها في منتصف ستينيات القرن الماضي، قضت طفولتها وشبابها في نضالات حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، حيث تنقلت بين جورجيا ونورث كارولينا وفلوريدا.
وتخرجت نعمت شفيق من جامعة ماساتشوستس أمهيرست عام 1983، ثم حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد ثم الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد.
الوظائف التي التحقت بها
والتحقت بالعديد من المناصب الكبيرة في المؤسسات الدولية الكبرى، ومن ضمن المناصب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وذلك قبل عودتها إلى المجال الأكاديمي.
ثم برزت على الساحة الأكاديمية بتوليها رئاسة كلية لندن للاقتصاد عام 2017، وحققت قفزة نوعية أخرى بتعيينها رئيسة لجامعة كولومبيا في الأول من يوليو.
وفي عام 2020، حققت إنجازًا هامًا بانضمامها إلى مجلس اللوردات كعضو مستقل، مما أهلها للحصول على لقب “البارونة”.
وفي نوفمبر، تم إيقاف مجموعتين طلابيتين ناشطتين، “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام”، في نوفمبر، بسبب تنظيمهما إضرابًا غير قانوني يتعارض مع سياسات الجامعة
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم إيقاف أربعة طلاب عن الدراسة هذا الشهر بسبب مشاركتهم في “المقاومة 101″، وهي فعالية تضمنت تعبير العديد عن تأييدهم لحماس.
وتزوجت الدكتورة نعمت شفيق، عالمة مصرية بارزة، من عالم الأحياء الشهير رافائيل جوفين في عام 2002، ولديهما توأمان، بالإضافة إلى أطفال جوفين الثلاثة البالغين من زواج سابق.
الصراع بين الكيان المحتل وفلسطين
استمر الصراع بين الكيان المحتل وفلسطين، ونتج عن الحرب مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وحدث ذلك بعد ثلاثة أشهر من تعيينها في جامعة كولومبيا.
وفي أول أيام الحرب، قام عدد كبير من الطلاب بوقف احتياجيه ضد الكيان المحتل، ولذلك قامت نعمت شفيق، بغلق أبواب الجامعة أمام الجمهور، وقامت بتأديب الطلاب الذين قاموا بعمل الوقفة الاحتياجية.
رد فعل عنيف
وقد لاقت قرارات الإيقاف والاعتقال رفضًا قاطعًا من قبل العديد في جامعة كولومبيا، الذين اتهموا نعمت شفيق بانتهاك التزام الجامعة بحرية التعبير.
وعبرت نارا ميلانيتش، أستاذة التاريخ في كلية بارنارد، عن استيائها خلال المؤتمر الصحفي من تصرفات نعمت شفيق، التي اعتبرتها تنازلًا عن مبدأ الحرية الأكاديمية لصالح جهات خارجية لا تشارك الجامعة قيمها وأهدافها وتسعى لتحقيق مصالح سياسية.