
حذرت جامعة القاهرة، الطلاب المصريين والأجانب من الكيانات الوهمية التى تُمارس النصب والكذب وتدعى أنها تصدر شهادات علمية أو تدريبية، وأعلنت فى بيان لها أنها لا يمكن أن يكون بينها وبين هذه الكيانات أى صلة من أى نوع، كما أن الأختام التى تدعى هذه الكيانات نسبتها للجامعة مزورة والتوقيعات أيضًا وتستخدم اسمها كذبًا وتدعى أنها تمنح دبلوم مهنى فى الصحافة الحرة بنظام الساعات التدريبية المعتمدة وكذلك إصدار شهادة معتمدة بخاتم النسر وقابلة للتوثيق من وزارة الخارجية.
“الضبطية القضائية”
وفى محافظة القاهرة، ألقت مباحث الأموال العامة، القبض على تشكيل عصابى تمكن من تزوير شهادات الماجستير والدكتوراه لراغبيها مقابل مبلغ مادى، عن طريق موقع التواصل “واتس آب”، وبيعها لمن لديهم موانع قانونية تحول دون حصولهم عليها بالطرق القانونية، ومن ثم التقدم بها للملحقات الثقافية بسفارات الدول العربية، للحصول بموجبها على تأشيـرات دخول مقابل حصولهم على مبالغ مالية تراوحت ما بين 4 إلى 8 آلاف جنيه.
كما تمكنت أجهزة الأمن فى الجيزة من إلقاء القبض على معيد جامعى وشقيقه كونا تشكيلًا عصابيًا تخصص فى تزوير شهادات التخرج ودرجات الماجستير المنسوبة لجامعة القاهرة، وبيعها بـ 5 آلاف جنيه للشهادة الواحدة، وبحوزتهما 16 ألف شهادة جامعية مزورة لجامعات طنطا، الإسكندرية، دمنهور، كفر الشيخ، بجميع الكليات والشعب الدراسية، باستخدام الأدوات أجهزة كمبيوتر، وطابعة ليزر ألوان، وسكانر، أحبار، وختم شعار الدولة مزور، و14 أكلاشيه مزور لجهات حكومية وأجنبية مختلفة.
“مجلس النواب “
طالب عدد من نواب البرلمان بشن حرب على الفساد فى كل مؤسسات الدولة بما فيها منظمومة التعليم سواء كان التعليم الحكومى أو الخاص، وفتح ملف الشهادات الجامعية المزورة والتى سبق وأن أعلن البرلمان الحرب عليها.
وتقدم النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، ونائب منيا القمح بمحافظة الشرقية، بطلب إحاطة من خلال مجلس النواب إلى الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى، بخصوص الشهادات الجامعية المزورة، مشيراً إلى أن بعض معدومى الضمير والمزورين يقومون بتزوير شهادات جامعية بكافة الدرجات العلمية لكسب مبلغ من المال.
وتقدم النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بطلب إحاطة لوزير التعليم العالي ووزير الإتصالات، بشأن شكاوى المواطنين من انتشار أعمال تزوير شهادات جامعية خلال الفترة الأخيرة.
وأكد “أبو العلا” أن ملف التزوير في بيانات وشهادات الطلاب، انتشر خلال الفترة الأخيرة شكل كبير ، حيث خصصت صفحات على “السوشيال ميديا” جهدها للقيام بتلك المهمة، فما علي المواطن سوى البحث عنهم ليجد عشرات الصفحات التي تعلن عن ذلك بشكل واضح، في غياب الرقابة على مثل هذه الأنواع من الصفحات، ومنها صفحات تحمل اسم “شهادات معتمدة”.
متحدث التعليم العالي : شهادات الجامعات بعلامات مائية يستحيل تزويرها
من جانبه قال الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إن ظاهرة بيع الشهادات الجامعية فهي تزوير للشهادات العلمية، سواء البكالوريوس أو الماجستير والدكتوراه ليست ظاهرة مصرية فقط، بل انها تحدث في جميع دول العالم، ويستقبل والمجلس الأعلى للجامعات شهادات يريد الطالب اعتمادها كي يستكمل دراساته العليا، ويتم اكتشاف العديد من الشهادات المزورة.
وأشار «المتحدث باسم وزارة التعليم العالي» الي أن معظم الجامعات المصرية الحكومية بالفعل تعاقدت مع عدد من الجهات المعنية للدولة وحاليًا أصبح هناك شهادات بعلامات مائية يصعب ويستحيل تزويرها، وبالفعل بدأت جامعتا القاهرة وعين شمس بتطبيق تلك الشهادات، وباقي الجامعات تبدأ تطبيقها.
وأكد«عبدالغفار» أن أي طالب يقدم شهادة من الداخل والخارج ويرغب باعتمادها من المجلس الأعلى للجامعات يقوم المجلس بالرجوع للجهة المعنية للتأكد من صحة الشهادة.
عميدة إعلام القاهرة : تزوير الشهادات الجامعية يؤثر على العملية التعليمية
وأكدت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن ظاهرة بيع الشهادات الجامعية من الظواهر الخطيرة التي تؤثر علي العملية التعليمية خاصة أنها اصبحت منتشرة وتتبع فيها اساليب فنية ذات دقة كبيرة الى الحد الذى يمكن فيه تقليد الاختام والامضاءات وغيرها من العناصر التى تتضمنها شهادات التخرج ويتم استخدامها فى الحصول على وظائف او الحصول على درجات علمية فهى ظاهرة تتعرض لها العديد من الجامعات وتوجد جهات متخصصة فى القيام بعمليات التزوير.
وأشارت «عميدة كلية الإعلام» أن جامعة القاهرة قامت بمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة من خلال اسناد اصدار الشهادات الثبوتية الى جهات سيادية متخصصة كان لها دور كبير فى حماية الكليات من تزوير شهاداتها حيث ان هذه الشهات يصعب تزويرها لان بها العديد من العلامات المائية التى يصعب تماما تقليدها وحصلت الكلية على هذه الشهادات سواء لمرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا.
وكيل آداب القاهرة : الأجهزة الأمنية تتصدي لاصحاب الشهادات المزورة
وفي سياق متصل قال الدكتور خالد ابو الليل، وكيل كلية الآداب جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، أن توزير الشهادات الجامعية لم يصل إلى ما يمكن وصفه بالظاهرة، فهي حالات نادرة جدا، وحتى عند حدوثها فلدينا الأجهزة الأمنية التي تتصدى لها وبقوة، فلديهم القدرة على اكتشاف هذه الحالات المزورة وبسهولة فأحيانا يتم الاكتشاف بسهولة، وأحيانا في بعض الحالات الصعبة يتم اللجوء إلى المؤسسات لمراجعة إحدى هذه الشهادات، والتأكد من حقيقتها أو ما إذا كانت مزورة، حتى لا يظلم صاحب حق.
وأوضح «وكيل آداب القاهرة» أن هناك توجه بتوحيد هذه الشهادات، وهو ما يطلق عليه الشهادات الثبوتية، تصدر عن جهة واحدة على مستوى الدولة، وتتحرى كل وسائل الأمان والدقة، مما يتعذر معه تزوير الشهادات. وهو ما بدأ التعامل معها منذ العام الماضي، وهي شهادات أكثر أمانا.

